الجمعة، 29 أكتوبر 2010

كلمة تنفعك ولا تضرك

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
إخواني الأعزّاء –حفظكم الله تعالى–
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمّا بعد:
فيسرّني أن أذكّركم بقضية مهمّة جدّاً، وهي أنّ غيرنا يبذلون قصارى جهدهم للتقدّم بشعبهم المزعوم أنه شعب الله المختار، وأنّى لهم ذلك! فماذا قدّنا نحن لشعبنا المسلم الذين بخدمتهم ننال رضا الله تعالى، وجناته التي أُعِدّت للمتقين؟!
ليكن همّك وهدفك الرئيس في كل شيء تتعلمه هو خدمة الإسلام والمسلمين، والرقيّ بالشعب المسلم إلى أعلى مستوى. 
ولا تكن مثل فلان، إذا رزقه الله تعالى زوجاً حسناء في مَهْجع (بيت) فاخر، على بابه سيّارة تسرّ الناظرين، قال: ذلك ما كنت أبغي، وارتدّ على عقبه غافلا، وبقي في سُبات عميق، سهرٌ في الليل على اللهو، وفي النهار عن العمل نائمٌ، وفي ترك الصلاة وذكر الله هو مُليم.
وأشدّهم من يرى أن الإسلام هو الذي سبّب تأخر المسلمين -وأستغفر الله، إنما أنا ناقل لكلمة الفسق ولست بفاسق– أقول له: بتركك الإسلام واشتغالك بالدنيا ماذا قدمت لشعبك؟!
أنسيت قول الفاروق عمرَ -رضي الله عن عمرَ-؟ يقول الملهَم ابن الخطاب: «إنا كنا أذل قوم فأعزّنا الله بالإسلام، ومهما نطلب العزّ بغير ما أعزّنا الله به أذلّنا الله».
أخرجه هنّاد بن السري، في "الزهد"، (2/417، ح817)، وابن أبي شيبة في" المصنَّف"، (7/10، ح33847)، والحاكم في "المستدرك"، (1/ 130، ح207)، وصححه، ووافقه الذهبي، وصحّحه الشيخ العلاّمة الألباني في "الصحيحة"، (1/117، ح51)، وفي "صحيح الترغيب"، (3/63، ح 2893) .
وقد رأيت أكثرهم يذكر الحديث بهذا اللفظ : «نحن قوم أعزّنا الله بالإسلام ...إلخ».
وأرى أن ذلك لا يؤدّى المعنى المقصود من الحديث؛ لأن المقصود هو إبراز التخلّف والذل الذي كنا فيه قبل الإسلام، والشرف والغزّ الذي آتانا الله بالإسلام؛ ولولا الإسلام لما كان لنا من التاريخ نصيبٌ .
فقوله (رضي الله عنه) :«إنّا كنّا أذل قوم فأعزّنا الله بالإسلام»  أبلغ من قولهم :«نحن قوم أعزّنا الله بالإسلام» .
الفرس والروم قد ملكوا وسيطروا، وغيرهم قد فعل ما يسّر الله له، ماذا فعلنا نحن قبل الإسلام؟!
اذكر لي شيئاً واحدًا إن استطعت.
يا إخواني ليس قصدي من هذا الكلام النيل من أحدٍ، وإنما مرادي تبصير المنتبه وتنبيه الغافل في أنه يجب علينا التمسّك بالإسلام الذي به تفوّقنا وملكنا الدنيا، ولا عزّ لنا إلا به.
فإذا علمنا ذلك تمسّكنا به .
ولا يغرّنّنا شيطان متكلّم أن تأخرنا اليوم هو لعدم اعتنائنا بكذا وكذا، بل هو للإعراض عن مجدنا الذي هو الإسلام.
بالإسلام ملكنا، وبه شرُفنا، وبه سدنا، ولا مخرج لنا إلا به. أشئنا أم أبينا.
لنتعلم التكنولوجيا والعلوم الحديثة لكن بغرض التقدم بشعبنا المسلم، وليحاول كلّ منّا كل المحاولة أن يضيف ولو نقطة واحدة في تراث الإسلام العلمي.
واللهَ أسأل لنا ولكم خيري الدنيا والآخرة .
وصلّى الله على رسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلّم
والحمد لله ربّ العالمين .