الخميس، 18 يونيو 2015

لو علمتَ ما فعلتَ ما فعلتَ، ولو رأيتَِ ما رأيتُ ما لُمتَِني!

ما كلُّ ما يتمنّاه المرءُ يدركُه؛ تهبّ الرياح بما لا تشتهي السفنُ.
زرعتُ وردًا فنبت لي حنظلٌ، ولو رأيتَِ ما رأيتُ ما لُمتَِني!
مسكتُ الجمرة وعبرتُ النهر، فلما سلّمتها بال فأطفأها!

يا من أبطأ عنّي بحسن قصدٍ، لو علمتَ ما فعلتَ ما فعلتَ.
أيُقعد عن إخماد حريقٍ؟
أوَ يُبطَأُ في إنقاذ غريقٍ؟
لو علمتَ ما فعلتَ ما فعلتَ!
ولو رأيتَِ ما رأيتُ ما لُمتَِني!


أنا الجندي الذي حيل بينه وبين ما يشتهي، وقد كان أسدًا إذا سمع العدو زئيره طار من شدة العدْو!
ولكن حِيل بينه وبين ما يشتهي، فأصبح أسدًا بغير فتكٍ.
كيف لا وقد كنتُ الذي إذا حطّ الرحال استسلموا من غير فتكٍ.
كنتُ عنترةً من غير فخرٍ، كنت فَرَزْدَقًا من غير شِعرٍ.
فيا ليت شِعري ليت شعري ما يصنع أسدٌ بغير نابٍ.
ما كل الجنون يُعلَم، وإن من الجنون ما لا يُعلم.
أيزدريني من ليس لي بكفءٍ، أوَ يستخفّ بي من ليس لي بعِدلٍ

 إليك -اللهَ- أشكو بثّي وحزني؛ فاكفني اللهم بما شئتَ.
أكرمتني ممّا أكرمت به يوسفَ (عليه السلام)، فلا تبتلِني مما ابتليته؛ فإني لا أطيق فراق الحبيب بضع سنين.
اللهم قد قارب بِضعًا، فلا توصله إلى بِضعٍ.
ولكن ردًّا رَدَّ موسى (عليه السلام) إلى أمّه كي تقرَّ عينها ولا تحزن.


 وداعًا يا قوم ثم وداعًا؛ ما كل من يودِّع بمودَّعٍ.
وداعًا يا قوم ثم وداعًا، ما كلّ من يودِّع يودَّعُ.
وداعًا يا قومًا يحزنهم فراقي، إن الوداعَ قبل الفراقِ وداعٌ.